<صحن التبولة> - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


<صحن التبولة>
سلمى – 20\03\2008 (سلمى اسم مستعار. الاسم الحقيقي محفوظ لدى موقع جولاني)

نقاش حاد وأخذ وعطاء يدور في كل زاوية من مجدل شمس هذا الاسبوع وموضوع الحوار هو "صحن التبولة". قسم مع وقسم ضد وقسم يرى أن الأمر بسيط ولا يتطلب كل هذا النقاش والحوار. المهم في الأمر أن كلاًً من المتحاورين يعتبر نفسه على حق والآخرين على خطأ. فهكذا تربينا جميعاً: نحن فقط الموجودون على هذه الساحة ومن لا يفكر مثلنا ومن ليس معنا فهو بالضرورة على خطأ وعدو يجب محاربته – "يا قاتل يا مقتول". وعلى فكرة فإن سيء الذكر جورج بوش الابن يفكر ويعمل بنفس الطريقة وقد أعلنها بالفم الملآن بعد 11\9: "من ليس معنا فهو ضدنا". وقد رأينا جميعاً إلى أين أوصله ذلك وإلى أين وصلت معه أمريكا والعالم.
نحن لم ننضج بعد لنعي أن طبيعة الناس أن يكونوا مختلفين وآراؤهم ومشاربهم وأذواقهم مختلفة. منهم من يحب "التبولة" ومنهم من يحب "سميح شقير" وأنا شخصياً لا أرى بذلك أي تناقض. فليس بالضرورة أن من يحب "التبولة" يكره "سميح شقير" والعكس بالتمام: ليس كل من يحب "سميح شقير" يكره "التبولة". فأنا على سبيل المثال أحب الاثنين معاً. أحب "سميح شقير" لأنه غنى للجولان وخلد نضاله السياسي خلال الثمانينات بأفضل الكلمات والألحان. فمن منا لا يحفظ أغانيه عن ظهر قلب؟ ومن منا لا يعرف من هو سميح شقير؟ والدليل أن العشرات يتكبدون عناء السفر إلى الأردن سنوياً ليحضروا أمسية غنائية لهذا المطرب الملتزم والأصيل. هذا المطرب الذي غنى للجولان عندما لم يكن احد يتحدث عنه.. وكثيرون لم يسمعوا به اصلاً...
وأنا كذلك أحب "التبولة" لأنها فعالية اجتماعية شيقة ستجمع العشرات إن لم يكن المئات من الأمهات وأطفالهم في مناسبة هي غالية على قلوبنا جميعاً – مناسبة عيد الأم. برأيي هذه فعالية اجتماعية من الطراز الأول. فالعشرات من الفتيات والفتية يعملون بجد منذ بضعة أيام للتحضير لهذه المناسبة وهم منهمكون بكل ما أوتوا من حماس ونشاط بطريقة رائعة تدعوا للتفاؤل بمستقبل هذه البلدة – كيف لا ولديها مثل هؤلاء الأبناء الذين وضعوا نصب عينيهم تحسين الأوضاع فيها يملأوون وقتهم بما هو مفيد وجيد بدل التسكع في الشوارع ومقاهي النرجيلة...
تعالوا نتفق جميعاً على أننا نحن هذا المجتمع. نحن قطع "البازل" الذي منها يتكون مجتمعنا. نحن مكملين لبعضنا البعض. معاً نكمل "البازل" ونصنع صورة هي طبق الأصل لما نحن عليه. فيها ما هو جميل فينا وفيها ما هو قبيح فينا. فتعالوا نبرز ما هو جميل فينا عل الصورة تكون أكثر جمالاً.

عقب على المادة

لا توجد تعقيبات حاليا